يعتبر تحديد الاضطرابات النمائية لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الأهل والمعلمين والمختصين في مجال تعليم الأطفال. فبينما يتعامل البعض مع صعوبات التعلم على أنها مجرد "تأخر بسيط" في التعلم، قد يكون الأمر يتطلب تقييم أكثر تفصيلاً لتحديد الاضطرابات النمائية التي يعاني منها الطفل. ولذلك، فإن فهم كيفية تحديد هذه الاضطرابات بشكل صحيح يمثل خطوة حاسمة في توفير الدعم المناسب للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.
في هذا الموضوع، سنتحدث عن الاضطرابات النمائية التى يعانى منها ذوي صعوبات التعلم، بدءًا من فهم العوامل النمائية الأساسية وانتهاءً بأحدث التقنيات والأساليب المستخدمة في تحديد هذه الاضطرابات. سوف نتناول أيضاً بعض الأمثلة الواقعية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم والاضطرابات النمائية المختلفة التي يمكن أن يتعرضوا لها، مما يساعد في فهم العملية بشكل أكبر.
إن فهم كيفية تحديد الاضطرابات النمائية لدى صعوبات التعلم يمثل تحديًا مهمًا، ولكن الإجابة عليه يمكن أن يساعد في تقديم الدعم اللازم للأطفال وتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة في المستقبل.
ما هى الاضطرابات النمائية التى يعانى منها صعوبات التعلم
يعاني الأطفال ذوي صعوبات التعلم من مجموعة متنوعة من الاضطرابات النمائية، والتي تشمل على سبيل المثال:
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)
- اضطراب اللغة التعلمية (SLI)
- اضطراب التعلم الحسابي (Dyscalculia)
- اضطراب التعلم القرائي (Dyslexia)
- اضطراب معالجة المعلومات الحسية (Sensory Processing Disorder)
وتعتمد الاضطرابات التي يعاني منها الأطفال على العديد من العوامل المختلفة، بما في ذلك الوراثة والبيئة والتعرض للتوتر والضغوط النفسية. ويتطلب تحديد الاضطراب النمائي المناسب تقييم شامل لمهارات الطفل في مجموعة من المجالات، مثل المهارات اللغوية والحسابية والاجتماعية والنفسية والمعرفية.
صعوبات التعلم فى الدليل التشخيصى والاحصائى الخامس
يستخدم الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس (DSM-5)، الذي يعد من الأدلة الرئيسية في تحديد الاضطرابات النفسية، لتحديد الاضطرابات النمائية المختلفة التي قد يعاني منها الأطفال ذوى صعوبات التعلم. وتتضمن هذه الخطوات الأساسية:
التقييم المتعدد المجالات: يتضمن تقييم مهارات الطفل في مجموعة من المجالات، مثل المهارات اللغوية والحسابية والاجتماعية والنفسية والمعرفية، وتحديد مدى وجود صعوبات في هذه المجالات.
تحديد المعايير السلوكية: تتضمن هذه الخطوة تحديد المعايير السلوكية التي يجب توافرها في الطفل، وتحديد مدى وجود انحرافات في سلوك الطفل عن هذه المعايير.
تحديد المدة والتأثير: يتضمن هذا المرحلة تحديد مدى استمرار صعوبات التعلم لفترة زمنية محددة وتحديد مدى تأثير هذه الصعوبات على حياة الطفل وأدائه اليومي.
تحديد التشخيص النهائي: وتتضمن هذه المرحلة تحديد التشخيص النهائي للاضطراب النمائي الذي يعاني منه الطفل، بناءً على الأعراض والمعايير المحددة في DSM-5.
يجب ملاحظة أن التشخيص الدقيق للاضطراب النمائي يتطلب تقييم شامل لمهارات الطفل من قبل اختصاصيي التخاطب وتنمية المهارات والأخصائيين النفسيين والتربويين المؤهلين لذلك، بالإضافة إلى الاهتمام بتقييم العوامل البيئية والشخصية التي قد تؤثر على نمو وتطور الطفل.
المشكلات النمائية لدى صعوبات التعلم
يمكن ايجازها فيما يلى :
- مشاكل الادراك: يشير هذا إلى صعوبة الطفل في فهم وتفسير المعلومات المقدمة له، وذلك بسبب صعوبات في معالجة المعلومات الحسية المختلفة، مثل الصوت والرؤية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في القراءة والكتابة وفهم الأرقام والرياضيات.
- مشاكل التركيز والانتباه: تشير هذه المشكلة إلى صعوبة الطفل في البقاء مركزًا على المهمة التي يقوم بها لفترات طويلة من الزمن، وذلك بسبب عدم القدرة على التحكم في انتباهه. يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في تذكر المعلومات وإكمال المهام.
- مشاكل الذاكرة: تشير هذه المشكلة إلى صعوبة الطفل في تخزين واسترجاع المعلومات التي تم تعلمها من قبل، وذلك بسبب صعوبة في العملية الحسابية للتخزين والاسترجاع. يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في حفظ المعلومات وإرجاعها في وقت لاحق.
يجب الانتباه إلى أن هذه المشكلات قد تتداخل مع بعضها البعض، وأنه يجب تقييمها بشكل كامل من قبل المختصين في التشخيص النفسي والتربوي لتحديد أي مشكلات تواجه الطفل وتوفير الدعم المناسب له.
وفى المقالات القادمة سنقدم لكم حلولا وأنشطة مفيدة وفعالة لكل مشكلة من المشكلات السابق طرحها التى يعانى منها الكثير من ذوى صعوبات التعلم.
إرسال تعليق
يمكنك كتابة تعليق هنا 💚